البر وما أدراك ما البر ... فيه وناسه وفيه بعض الأحيان تعاسة
في ربيع العام الماضي 1424 هـ أتفق الشباب في الاستراحة علي طلعت بر .. وقالو لي يابو خالد نبيك معنا فيها قلت والله ياجماعة الخير أشتريكم وأشتري أمخاواكم بس عندي شرطين ولا تضحكون علي .. قالو هات ما عندك يا بو خالد قلت الأول أم أعيالي أبشاورها .. والثانية أبروح في سيارتي ولا أبي أحد معي ... قالو أفأ ليه قلت من غير ليه .. قالوا أبشر والوعد بكرة في ( أم أرقيبة ) الساعة 12 الظهر عشان ندخل الصمان بدري قبل تظلم العين .... شاورت أم العيال ولا مانعت .. حملت كل شي أشوفه في وجهي من عزبة وعدة وحطب .. صليت الفجر ومشيت وصلت أم أرقيبة قبلهم صليت الظهر والحمد لله مافيه أحد تخلف من العيال .. دخلنا الصمان ويازينة من صمان أرض خضراء ودفء وناسه .. جلسنا في أم أقرين ومشينا فيه الين مناخ .. قضينا في الصمان عشرة أيام راحة كنها ليلة .. أنا أنشغل بالي مع أم العيال والعيال وأمي .. قلت للربع أنا أبمشي للديرة .. قالوا أن مشيت مشينا .. قلت هذا المقصد يوم أجيب سيارتي معي .. أنتم وسعوا الصدر وأنا أبقطع النفود يم ( القاعية ) ثم أتوجه يم الديرة .. قالو ما نقول شي خذ راحتك بس خل الكنود شغال وبرمج القاعية علي الماجلان والله يوفقك .. توادعت معهم ومشيت الظهر منهم ودخلت النفود مع العصر كل شي ماشي تمام إلا أن ريشة الكنود تعطلت .. قلت يالله دام الماجلان شغال الله الموفق مافيه غيرة .. من دخلت النفود والسماء تمطر ديم .. قلت في نفسي مافيه وقفة ولا نوم الآ في السيارة أن أضطريت له ,, قطعت النفود والحمد لله قبل نصف الليل بشوي .. بانت علي أنوار القاعية وكلش تمام بس أنا أبي تمير أو أم أرجوم ومنها إلي التنهات عشان أختصر المسافة .. بس الأمور ماجت علي الكيف .. السماء مطر والأرض تمشي سيل .. قلت الأمر بيد الله .. وصلت ( الأعصل ) وادي شرق تمير عرفته من الطلح يوم كنا نصيد فيه ..الوادي يمشي مشي ضعيف والمطر وقف قلت هذي ساعتك يابوخالد شب علي الدله والقدر .. الساعة قاربت الواحدة والنصف صباحا .. واليوم هذا هو يوم الخميس .. شبيت النار وبهرت الدلة وأشوف القبلة علي مغيب النجوم برق حقوق قلت الله العالم هذا رزق ساقه الله علي هالديرة ..الله يعطيهم خيرة ويكفيهم شره وشر البرد اللي فيه .. الدنيا سكون وأنا جالس أشرب القهوة فاضت قريحتي علي الشعر وقلت هالأبيات ..
غاب القمر يا ناس والراس محتاس .... في وسط وادي كل أرضة حصاني
لا جيت أنا أمشى فيه والموتر شاص .... قـام يتمايــل فوق رمـث حدانـــي
شبيت ناري واعتلآ النار محماس .... لعل ضيفي شــم ناري وجانــي
هبت جـنوب فوقها الـبرق رقـاص .... برق حـقوق أرتـفع لـي وبانـي
وأنا أنشد هالقصيد وأتحري للخير من مطر وأرجي الله أنه يرزقنا من خيره .. سمعت سيارة تحن وهي في مكانها وأسمع صوت صياح وكنه صياح بنت أو ولد صغير قلت يمكن هذا بدو أو كشاته .. بس الصياح كنه أرتفع وأرتفع معه أزعاق وكن أحد يحاول يسكته بالقوة ......الساعة قربت علي الثلاث الصبح .. وصوت السيارة ما أنقطع من الحنين .. جمعت العزبة وقلت يا ولد أروح أشوف وش القصة .. لأني خفت يكون أحد أمتعطل والبرق قرب علينا .. مشيت مع الوادي يم الحيرة أخر وادي الأعصل .. رفعت النور وأشوف سيارة يوكن حمراء وسط الوادي غاطس في الطين .. يوم شافني قربت منه طفاء النور وجلس في السيارة بدون أي طلب مساعدة .. السيارة أمظللة .. ضربت بوري وأشرت بالنور مافيه فايدة وكنه ما يبيني أساعدة .. قلت في نفسي علي هواك .. تركته ومشيت مطلع شمس يم التنهات .. بس قلبي ما طاوعني لأني أشوف البرق قرب وبرقه حقوق .. خفت أن صاب السحاب هالوادي أن تروح هالسيارة بما فيها من ناس .. رجعت يمه ونزلت وأصيح عليه يالغشيم أنزل نسحب السيارة قبل السيل .. أنا بيني وبينه قرابت العشرين متر ... بس ألظاهر ما سمعني .. أشرت بيدي يم السماء وكنه فهم بس ما يبي ينزل من السيارة .. فتح الدريشة شوي وقلت له يا أبن الناس السيل في الطريق أما أنزل نسحب السيارة أو أبعد عنها لا تروح معها .. أنا قلت هالكلمة ولا الصياح يوم طلع من السيارة .. فتح الباب ولا وش أشوف أربع بنات في عمر أقل من 25 سنه ولا رجال معهم ولا سواق .. يوم شفتهن قلت أجلسن في السيارة .. يا حيلة الله حضي وجا بني للغربلة .. سحبت السلسلة من صندوق الموتر وأخذت واير الونش معي وطبيت في الطين الين وصلت سيارتهم ربطت السلسلة في اليوكن والونش وقلت لها أسمعيني سيارتكم مافيها دبل وتماتيك يعني أذا سحبتك لا تلفين يمين ولآ يسار .. قالت أبشر .. سحبتها ونقطع الواير ورجع علي سيارتي وكسر قزازة الموتر القدامية ودخل علي وسط الغمارة بس فكني الله منه .. نزلت وهن أنزلن وطبن في الطين خايفات علي من السلسلة والواير .. قلت سلامات ما صار الآ الخير .. شبيت النار وقلت لهن أجلسن حولها ولا عليكم من شي الآ شي واحد أنكم تسكتون هالي تصيح لأني ما أقدر أسوي شي وفيه أحد عندي يون أو يصيح .. قالن ما عليك تامر أمر .. وأنا أحاول أركب البكرة في موترهم الآ والسواقة طابة معي في الطين قلت يا بنت الناس استريحي ما عليك من شي أذا أحتجتك ناديتك قالت عيب علينا حنا بنات أرجال ... أنت ما قصرت أتعبناك ودمرنا سيارتك .. قلت أبد ما عليك الغريب للغريب نسيب .. وأنا أحاول اربط السيارة والسواقة بعيدة عني شوي قلت هالقصيدة بيني وبين نفسي ..
أوا هني اللي علي النـفد نايـم ... أمجاور نار الدفا من غضاها
قناص أو كشـات فوقـه عـزايم ... ربعـه يدلـونه الي هو نـواها
تركت أنا الصمان والجوغـايم ... قاصـد أبي الديرة قلبي نواها
لقيت أنا المزيون والقلب صايم ... عن الحرام اللي أبعد هواهـا
ربطنا السيارة وقلت لها هالمرة لا تركبين في السيارة لأني أخاف الواير ينقطع عكس .. بس خلي الموتر فاضي وثبتي الدرقسون وتركيه .. أنا الحين أمركب البكرة والبكرة تزود القوة .. السماء أمطرت والبرق فوق الرأس وأنا أتوكل علي الله وأسحبه والحمد لله طلع ومن يوم طلع وركبن في موترهن والبرد يطيح علينا .. وأنا صرت في حوسة .. القزازة مكسورة والبرد دخل علي في الغمارة .. بس الحمد لله أن السحاب عنا جنوب شوي ولا طول المطر .. كل أجهزتي راحت من ماجلان وكنود وغيرة من المطر والطين بس الحمد لله أن الجماعة أطلعوا .. قلتلهن الحين طلعتو وقولولي القصة قالن حنا كاشتين مع أهلنا في شعيب (الشوكي) ورحنا أنتمشي بالسيارة نحسب الدعوى تمشي وضعنا ولا درينا الا وحنا في هالشعيب من العصر أمس .. قلت أورطنا .. قالت السواقة ليه .. قلت الله يستر ما يكون الشوكي ماشي قوي من ها لسحابة .. لكن مافي اليد حيلة مشينا .. قلت أنتم وين من الشوكي .. قالن ما ندري حنا في الشوكي وبس .. قلت حولكم شي غريب شي يلفت البال قالت اللي تصيح أيه حولن ( غار عليه باب مفكوك ) قلت بس عرفته مشينا .. المسافة ماهي بعيدة لكن المصيبة طين وسيل والسواقة أعليمية والموتر تماتيك .. وصلنا الشوكي علي طلعت الشمس والحمد لله يمشي ومشيه ردي يعني الواحد يقدر يمشي فيه .. يوم قربت من أهلهم قلت لهم أهلكم باقي عليهم قرابة 500 متر الله يوفقكم .. أنا بروح مع درب ثاني سبحان الله الواحد يخاف من الظن لا قدر الله .. قالت السواقة ما قصرت الله يعفيك بس أبي رقم جوالك قلت لية قالت بس .. وأقوم وأعطيها أياه وأنتفارق .. أنا من التعب والجوع وقفت في وحدة من الشعيبات وجلست أشب علي فطوري مع طلعت الشمس .. ما دريت الآ والجيوب والصوالين اللي جاية يمي .. وقفو ونزلوا خمسة شباب وقالو لي أنت من طلع اليوكن قلت نعم .. قالو أمش معنا قلت وين قالو هناك تعرف .. ركبوني معهم .. وفيه وأحد منهم جمع أغراضي وساق سيارتي الين وصلنا .. نزلوني ثم دخلوني في وحدة من الخيام فيها شايب عليه أثار الخوف .. قال يا ولدي أنت من طلع بناتي وبنت أخوي قلت نعم .. قال وين قلت في المكان الفلاني .. قال يعني هن صادقات قلت نعم .. قال وأنت موتر أندمر من السحب والبرد قلت نعم .. قال وش تبي المكافأة قلت أبي سلآمتك بس .. قال لا .. أنت مثلك في هالديرة قليل .. قلت لا بل كثير قال تقولي لا من أنت يا لوح علشان تقولي لا .. مسك الدلة وظربني بها علي راسي ( وأنا أقوم من النوم وأتعوذ من الشيطان وأنقلب علي جنبي الثاني وأنام )